أساليب التزييف والتزوير مع تطبيقات من قضاءالنقض
انقل اليكم البحث القيم للدكتور بهاءالدين ندا خبير ابحاث التزييف والتزويرفى هذا الشان
مقدمة
نشأت جريمة تزوير المستندات منذ أنعرف الإنسان الكتابة في معاملاته مع الآخرين، وجريمة تزوير المستندات هي جريمةقوامها العبث في المستند المكتوب بغية إحداث تغيير في محتواه، وقد جعلها المشرع منبين الجرائم المضرة بالمصلحة العامة، كماأن كافة التشريعات تعاقب عليها لما فيها من تغيير للحقيقة والعبث بالثقة والاطمئنانالذي يجب أن يسود المعاملات. وكان هدف المشرع من تجريم تزوير المحررات هو حرصه على حماية الثقة التي تنبعث منها،لكي تؤدي الأدوار المناطة بها باعتبارها وسيلة الدولة لمباشرة اختصاصاتها، وجريمةالتزييف والتزوير تتمتع ببعض الخصائص أهمها إنها من الجرائم المخلة بالثقة العامةلأنها تقع على المحررات الذاتية وتتميز عن غيرها من الجرائم بالطرق والوسائل التييتبعها الجناة لتنفيذ جرائمهم.
إنالتطور العلمي شمل جميع مجالات الحياة، ولعل الكتابة من أهم تلك المجالات التي تحفظبها الحقوق بين الأفراد والجماعات والدول، وهي وسيلة التعامل والتفاهم بين الشعوب. ولا يخلو مجال من مجالات الحياة من استخدام الكتابة والتعامل معها، لذلك، فإنأهميتها تزداد باستمرار، ونجد المزورين والمزيفين يلجؤون إلى أحدث ما وصل إليهالعلم للعبث بمحتويات تلك الوثائق والمستندات، وتغيير الحقيقة فيها والتعامل بهاعلى أنها صحيحة.
لذلك لا بد من العمل على كشف التزييفوالتزوير بالوثائق والمستندات، وتقديم الدليل المادي وذلك باستخدام الوسائل العلميةالحديثة،وقد يكون من المفيد ان انقل اليكم البحث القيم للدكتور بهاء الدينندا خبير ابحاث التزييف والتزوير فى هذا الشان
أساليب التزييفوالتزوير
الجرة الخطية
: هي مرآة ينعكسعليها الشخصية والحالة المزاجية للكاتب
وللتعرف على الخطوط ومحاولة تفهم عناصرمكونات الجرة الخطية التي تكون موضوع دعوة
مدنية أو جنائية من جميع النواحي التيتقع تحت طائلة القانون سواء أن كانت هذه
الخطوط صادرة من اليد أو خطوط آلية أيمكتوبة بالآلة الكاتبة أو غيرها سواء كانت
هذه الخطوط عبارة عن كتابات تفصيليةكالخطابات مثلاً أو كتابات مختزلة كالتوقيعات
مثلاً .
والتزييفبصورته يحمل أيضاً جميع الحالات التي تقع فيها
الكتابة تحت عوامل التمويه أوالتزوير أو الاصطناع أو المسح أو الكشط أو الإضافات
أو الاعادات والتعديل وكذلكالكتابات المقروءة و أيضاً الكتابات المستترة (المحرر
بالمداد السري) … الخ
ذلك من الأنواع المختلفة التي قد يتعرض لها مستند أو ورقة
ذاتصفة رسمية .
وقبل أن نبدأ في هذا
الموضوع يجب أن نعرف أولا ما هوالفعل الخطي :
الفعلالخطي : يعتبر الخط أحد الأدلة المادية مثله في ذلك مثلالزجاج أو الدم والشعر
وبصمات الأصابع كبقية الأدلة المادية ويعتمد فحص الخط علىعملية التعرف على كاتبه
والخط هو ما يميز كل شخص على حده هو نتيجة لعدة عواملتنصهر جميعها لتكون الشكل
النهائي الذي يشاهد القارئ أو الفاحص
وتنحصر العوامل والمؤثراتالشخصية
التي تؤثر في عينه لشخص ما في الآتي :
1.
المنهج الذي
اتبعه الشخص عند بدء تعلمه الكتابة .
2.
مقدار مران اليد
الكاتبة واستعمالها في فترة زمنية .
3.
الحد الذي اتخذه
الشخص الكاتب في خطه .
4.
وجود الشواذ
الطبيعية أو العيوب الناتجة عن المرض أوالإصابات .
5.
علاوة على ذلك
وجود بعض المؤثرات الخارجيةللكتابة وهي :
(أ) المادة التي يكتب عليها كالورق مثلاً .
(ب) وضع الكاتب وعلاقته بالنسبة للكتابة قبل الجلوس أو
الوقوف .
(ج)
الاضطرابات الطبيعية أو النفسية المؤقتة مثل عاملالانزعاج أو الخوف والألم والغضب
، إصابة اليد أو الذراع ، ضعف أو قصر النظر .
(د) العوامل الوقتية المتعددة مثل الكتابة بدون استعمال
نظارةأو سوء إضاءة الأسطح غير المهذبة .
علاقةالتوقيعات بأصحابها
:
تنقسم التوقيعات من حيثعلاقتها بأصحابها أو من نسبت
إليهم إلي ثلاثة أنواع :
-
توقيعات صحيحة .
-
توقيعات مزورة .
-
توقيعات غير
صحيحة .
التوقيعاتالصحيحة : هي تلك التوقيعات التي كتبتبيد
أصحابها وتصلح سندا للاحتجاج عليهم بها وتتميز هذه التوقيعات بالصفاتوالمميزات
الآتية :
1-
طبيعة الكتابة :
وقد سبق أنتحدثنا عن الكتابة الطبيعية وخصائصها ونضيف هنا أن من مظاهر الطبيعة في
كتابةالتوقيعات الصحيحة وما يشاهد بجرائها من ثبات اليد وطلاقتها ـ بالإضافةإلي
النهايات الطبيعية للألفاظ والمقاطع والتي تبدو مظاهرها في تدرج سمك الجراتكلما
قاربت نهايتها حتى تصل إلي هذه النهاية وقد تضاءل سمكها بدرجة ملحوظةوأصبحت مدببة
.
2-
وجود رابطة قوية
من الخصائص والمميزاتالخطية التي تحدثنا عنها عند كلامنا من عملية المضاهاة تجمع
بين توقيعات الشخصالواحد على أن يدخل الخبير الفاحص عند دراسته لهذه التوقيعات ما
قد يطرأ عليهامن تطور أو تغير أو انعكاس للظروف الكتابية المحيطة بكل منها من
مادة ووضع كتابي .
3-
أن توقيعات
الشخص الواحد يعتبر تتمتع بظاهرة التنويعالطبيعية فيما بينها بل إن هذا التنويع
الطبيعي أن توقيعات الشخص الواحد يعتبرفي حد ذاته دلالة من الدلالات التي تعزز
القول بصحة هذه التوقيعات وصدورها من يدواحدة فإذا افتقدت التوقيعات ظاهرة
التنويع الطبيعي واتفقت تماما في أوضاعهاوإبعادها فإن هذه الحالة تتعارض الطبيعي
بين التوقيعات الصحيحة يقع في المظهرالخارجي للتوقيعات أبعاد التوقيع العامة وشكل
الحلية النهائية وامتدادها ولايتعدى ذلك بحال من الأحوال إلي المميزات والخصائص
الخطية التي تربط بين توقيعاتالشخص الواحد وتكسبها الطابع الفردي المميز ويتفاوت
المجالالتنويعي الطبيعي منحيث سعته وضيقه من شخص إلي أخر فيكون متسعاً عند بعض
الأشخاص حتى يقال الفاحصغير المدقق الذي يهتم بالمظهر دون الجوهر أن توقيعات
الشخص الواحد والتي يقومبدراستها قد كتبت
بيد أشخاص مختلفين وقد تشاهد هذه الظاهرة أحياناً في ورقةالاستكتاب الواحدة التي
تحتوي على عدة توقيعات لشخص واحد كتبت في
وقت واحدوتحت ظروف كتابية واحدة وقد يكون المجال ضيقا عند أشخاص آخرين حتى تكاد
توقيعاتالشخص الواحد منهم أن تتفق فيما بينها في إبعادها وأوضاعها .
التوقيعاتالمزورة :
وهي تلك التوقيعات التي سلك كتابها أوكاتبوها في
كتابتها سبيلا من سبل التقليد والمحاكاة وكان الهدف من وراء ذلك هوالحصول على توقيعات
تشبه في مظهرها التوقيعات الصحيحة وعملية التقليد والمحاكاةعلى اختلاف أسالبيها
وتنوع وسائلها تتطلب إعمال الإرادة الواعية في السيطرة علىحركات اليد الكاتبة
تحركها في الاتجاهات الماثلة لنظائرها بالتوقيعات الصحيحةوهذا التدخل الإرادي في
الكتابة بما يصاحبه من تقييد في حرية اليد الكاتبة ينعكسأثره على جرات التوقيعات
المزورة ويسلبها الطبيعة وهي إحدى السمات المميزةوالصحيحة ولذلك فإننا نري أن
الخطوة الأولي والهامة في فحص التوقيعات لمعرفةصحيحها من مزورها هي دراسة جرائها
الكتابية والتعرف على مقدار ما تتمتع به هذهالجرات من عناصر الطبيعية ودلالاتها
وقد تؤدي هذه الدراسة ـ في بعض الحالات ـإلي أن يحد الفاحص في توقيع مطعون في
صحته صحيحا واحداً كاف كنموذج للوصول إليإبداء الرأي القاطع في تزوير التوقيع
موضوع الفحص والدراسة .
وعملية تزوير التوقيعات تتم بوسائل وأساليب شتي تتوقف
على مدىإلمام المزور بالكتابة ومقدرته الشخصية والإمكانات التي تحت بدء وما يحققه
مننجاح في هذه العملية رهن بالأسلوب الذي يتبعه والمهارة التي يتمتع بها .
وقبل أن نتحدث عن السمات المميزة للتوقيعات المزورةوطرق
الكشف عن التزوير وبيان كيفيته نرد أن نشير بإنجاز إلي الأساليب الرئيسيةلتزوير
التوقيعات وهي :
1.
التقليدالنظري
.
2.
النقل المباشر .
3.
النقلواستعمال
وسيط .
1.
تزوير التوقيعات بطريق التقليد النظري :
تقوم هذه العملية في أولي خطواتها على دراسة التكوينات
الخطيةوالحركات القلمية الموجودة بالتوقيعات الصحيحة للشخص المراد توقيعه . ثم
تأتيبعد ذلك الخطوة الثانية وهي محاولة محاكاة هذه التكوينات والحركات تقليد
بعمليةأقرب ما تكون إلي الرسم النظري منها إلي الكتابة . وقد تتكرر هذه المحاولة
حتىيحسب المزور أن التوقيع الذي قام باصطناعه يشبه التوقيعات الصحيحة بدرجةيتعذر
معها التمييز بينها وبينه ومن العقبات التي نعترض طريق المزور أنه كلماكانت
التكوينات والحركات القلمية بالتوقيعات الصحيحة ـ وخصوصا ما كان منها مقوساـ
كثيرة ومتعددة كثرت وتعددت المواضع التي يتوقف فيها قلم المزور أثناءعملية
التقليد النظري ويرجع ذلك إلي رغبة المزور في أن يتحقق ـ بعد كل خطوةيخطوها من
مراحل التقليد ـ انه يسير في الاتجاه المطلوب المماثل لنظيره فيالتوقيع الصحيح
حتى يحصل في النهاية على توقيع أقرب ما يكون تشابها معه .
ويمر المزور ـ خلال عمله هذا ـ بمرحلتين متلازمين تقريبا
: أولاهما يعمل فيها جهده أن يبتعد عن شخصيته الكتابية ويحاول أن يتحررمنها
والثانية يعمل فيها على أن يتقمص الشخصية الكتابية لصاحب التوقيع الصحيحوعلى قدر
استطاعته في أداء المرحلتين يتوقف نجاحه في النتيجة التي ينبغي أن يحصلعليها ومن
أجل ذلك فإن عملية التزوير للتوقيعات بالتقليد النظري يعتبر أكثروسائل تزوير
التوقيعات احتياجا إلي المهارة الشخصية والمران .
السمات المميزة للتوقيعات المزورة بطريق
التقليدالنظري :
تقسم التوقيعات المزورة بطريق التقليد النظريالآتية :
1.
بطء الكتابة
وافتقار الجرات القلمية ـ وخاصة ماقرب منها من نهاية التوقيع المزور ـ إلي السرعة
والطلاقة . ويمكن إدراك هذهالظاهرة عند فحص جرات التوقيع بالعدسات المكبرة حيث
يشاهد بها تماثل السمك علىامتداد هذه الجرات وانتهاء المقاطع والأرقام بنهايات
سميكة نوعا بصورة بعيدة عنالطبيعة .
2.
ما تحفل به جرات
التوقيع المزور من وقفات القلمورفعاته في غير موضعها الطبيعية . وتبدو هذه
الظاهرة في صورة تكسر الجرات خصوصاما كان منها مقوصا . وأن فحص التوقيع من خلال
الضوء النافذ في الورقة تشاهدمواضع التوقف وقد ترسبت فيها المادة الكتابية خصوصا
إذا كان سائلة أو لزجة كماتشاهد رفعات القلم على صورة انفصال بين الجرات يسم
التوقيع الحقيقي بالتمزقوالتفكك .
3.
اختلاف التوقيع
المزور عن التوقيعات الصحيحة منحيث المميزات الخطية المتمثلة في طريقة كتابة
الأحرف واتصالاتها اختلافا جوهريا . فضلا عن وجود بعض تكوينات خطية بالتوقيع
المزور تتفق مع نظائرها في خط المزورنفسه وتنم عنه وهي التكوينات التي جرت بها
يده ولم يستطع أن يتنصل منها خلالعملية التزوير .
4.
إذا تعددت
التوقيعات المزورة وكانتمستوحاة من توقيع صحيح واحد فإن هذه التوقيعات جميعها
تأخذ مظهرا موحدا فيالأبعاد والشكل والرسم لا يتوفر مثيله في التوقيعات الصحيحة التى
تخضع فيكتابتها لظاهرة التنويع الطبيعي بينها .
وكما سبق أن ذكرنافإن
الكتابة الطبيعية ـ والتوقيعات الصحيحة بعض منها تحوى فيما بينها تنويعاطبيعيا
يقع داخل نطاق مجال محدود بالنسبة للشخص الواحد ويعتبر واحد من عناصرصحتها .
5.
إذا تعددت
التوقيعات المزورة وأعطيت لها تواريخمتفاوتة متباعدة فإن هناك احتمالا كبيرا في
عدم إدراك المزور لظاهرة خضوعالتوقيعات لظاهرة التطور أو التغير في خطها نتيجة
مرور الزمن وتبعا لما قد يطرأعلى كاتبها من ظروف وعوامل يكون لها تأثير محسوس على
خطه . وتكون النتيجة أنالتوقيعات المزورة تحمل طابع فترة زمنية واحدة رغم تفاوت
وتباعد الفتراتوالتواريخ التي أعطيت لها
الخميس 4 مارس 2021 - 1:37 من طرف ahmedsdream
» تحميل ابحاث قانونية متنوعة
الأربعاء 30 يناير 2019 - 4:28 من طرف جميل0
» حمل موسوعة أحكام المحكمة الإدارية العُليا حصريا
الأربعاء 30 يناير 2019 - 4:24 من طرف جميل0
» موسوعة فتاوى الجمعية العمومية لقسمى الفتوى والتشريع بمجلس الدولة .. الجزء الاول
الجمعة 11 يناير 2019 - 8:11 من طرف jvmj12
» البرنامج التدريبي نوفمبر – ديسمبر 2017
الإثنين 23 أكتوبر 2017 - 19:22 من طرف يوسف بختان
» حمل كتاب الشرح الوافى العملى لدعوى رصيد الاجازات
الجمعة 13 يناير 2017 - 1:17 من طرف leaderman
» الوجيز فى القانون الادارى
الخميس 15 ديسمبر 2016 - 15:31 من طرف احمد العزب حجر
» كاميرات مراقبة
الأربعاء 10 أغسطس 2016 - 18:12 من طرف كاميرات مراقبة
» افضل اسعار كاميرات مراقبة فى مصر
الأربعاء 10 أغسطس 2016 - 18:10 من طرف كاميرات مراقبة